التـكـلــيــــــــف الـســــــادس

التكليف السادس:(شبكات المعلومات واستخداماتها في المؤسسات الإعلامية)

إن وسائل التكنولوجيا الحديثة في عمل الدوائر والمؤسسات والشركات والدول لا تلغي الوسائل القديمة بل تطورها وتغيرها بشكل أكثر فائدة واقل جهدا وكسبا للوقت ،فعلى جميع مستويات الاتصال ( الذاتي ،الشخصي ،الجمعي ،الجماهيري ) كانت الوسائل التقليدية في جمع المعلومات وحفظها ثم الرجوع إليها مرة أخرى واستخدامها من جديد على سبيل المثال (تدوين الملاحظات ،المذكرات الشخصية ،الأجندة ،الصور الفوتوغرافية ،الآلات الحاسبة ،الندوات والمؤتمرات وحلقات النقاش والخطب ،الاتصالات السلكية واللاسلكية الداخلية ،الميكروفونات ،أجهزة عرض الشرائح ،الصور المتحركة ،المراسلات الورقية المتنوعة) ،أما حاليا فنجد أجهزة حديثة ومتطورة في وظائفها تمارس الأعمال المختلفة مثل (الحاسبات الالكترونية ،الأقراص المدمجة
CD اسطوانات الفيديو الرقمية DVD ،أقراص التخزين الرقمية USB ،عقد المؤتمرات عن بعد فيديويا ،الفاكسيميل ،الأرشيف الالكتروني ،البريد الالكتروني ،نظم المعلومات ،أنظمة الحاسبات الالكترونية متعددة الوسائط ،آلات المسح الضوئي سكنر ،أجهزة الراديو والمسجلات المحمولة ،الحاسب المحمول ،الكتاب الالكتروني ،التلفزيون المرئي الذي يتيح الاتصال باتجاهين ويقدم خدمات عديدة مثل الاتصال بالبنوك ،التلفزيون الكابلي ،الدائرة التلفزيونية المغلقة ،الفيديو تكس ،الانترانيت ،الاكسترانت ،الألياف الضوئية ،الانترنت).
وسنستعرض بعض التقنيات الحديثة وأهميتها ومميزاتها في مجالات العمل المختلفة ودورها في حفظ وخزن واسترجاع المعلومات فيما يلي :-
أولا: الانـتـــرنــــت:
* نبذة عن الانترنيت : بدأت الفكرة عام 1969 كنظام حاسوبي أقامته وزارة الدفاع الأمريكية لتمكين العسكريين من متابعة عمل الحكومة من خلال البيانات التي تسلك حجرات عديدة بين مختلف أجهزة الحواسب ولتلافي خطر إزالة جزء من الشبكة في حالة حدوث هجوم نووي أو تعطل جزء منها ،بحيث تعمل باقي الشبكة بكفاءة وتكون على اتصال بأجهزة أخرى باستخدام بروتوكول الانترنيت. ومع منتصف الثمانينات وأواخرها قررت مؤسسة العلوم القومية (NSF) أن هذه التكنولوجيا يجب أن تشارك فيها أكثر من مجرد بضع جامعات ،وحيث مَوَلت المؤسسة معظم جوانب مشروع تطوير حاسب عملاق. وعندها أهملت وزارة الدفاع المشروع في عام 1990 جاء عام 1995 ليشهد الاستغلال التجاري لهذه الشبكات من قبل بعض الشركات كوسيلة للإعلان والتسويق عن كثير من منتجاتها.
وهكذا أصبحت الانترنيت شبكة ضخمة من شبكات الحاسوب الممتدة عبر الكرة الأرضية  ،لذا يطلق عليها شبكة الشبكات. وقد نمت الشبكة نمواً كبيراً خلال السنوات الماضية  ،حيث بدأت عام 1985 بمائة شبكة مشتركة لتصل عام 1989 إلى 500 شبكة محلية. وفي يناير كانون الثاني 1990 زادت عن 2218 شبكة ،لتصل مع منتصف العام نفسه إلى أكثر من 4000 شبكة ويتجاوز عددها حالياً أكثر من 11 ألف شبكة فرعية في أكثر من 100 دولة.
*مميزات الشبكة : نشطت العديد من المؤسسات في الفترة الأخيرة لإنشاء وتطوير خدمات الانترنيت لديها ،وذلك للمميزات التالية لها : 1. توافر واجهة للبحث عن المعلومات تشمل في آن واحد موارد خارجية عبر الانترنيت ،وموارد داخلية من خلال الانترنيت باستخدام المتصفح نفسه عبر المؤسسة . 2. سهولة استخدام الواجهة الموحدة أو المتصفح للوصول إلى أشكال المعلومات كلها دون الحاجة إلى استخدام برمجيات تقليدية مختلفة . 3. الاقتصاد في الكلفة من خلال استخدام واجهة واحدة لكل البرمجيات والخدمات ،ويتمثل التوفير في ذلك من خلال عدد أقل من الموظفين لإدارة خدمات المعلومات . 4.الوصول إلى المعلومات متاح في أي وقت . 5.السرعة في إعداد المواد لنشرها إلكترونياً . 6.الاحتفاظ بنسخة واحدة ونموذج واحد من المعلومات  ،يمكن الوصول إليه بأكثر من طريقة . * متطلبات الشبكة : أهم متطلبات الدخول إلى شبكة الانترنيت ومواقعها من المعلومات ،هو الحصول على الوسيلة المناسبة والقادرة على إيصالك دون عوائق أو مشكلات فنية. وتتطلب عملية الاتصال بالانترنيت ما يلي : أ- المعدات أو الأجهزة Hardware جهاز الحاسب الذي يتميز بالمواصفات الآتية : " حاسب من أي طراز بذاكرة لا تقل عن 8 ميجا بايت .
"
قرص صلب .
"
دعم للصور الملونة عالية الدقة بوجود بطاقة VGA Super وذلك لدعم الصور والألوان .
"
معدات وسائط متعددة مثل بطاقة الصوت والسماعات وجهاز الميكروفون .
"
جهاز المودم Modem .
"
خط اتصال هاتفي Telephone . ب‌- البرمجيات والأدوات .Software & Tools

*
عدد مستخدمي الانترنيت في العالم : في دراسة للمجالات القومية المتخصصة عن الثقافة العربية على شاشات الانترنيت ما يدل على أننا نحتاج إلى إعادة تخطيط وتنظيم استخدامنا للإنترنت كوسيلة لنشر الثقافة العربية والإسلامية والتعريف بها . وتقول هذه الدراسة أن عدد مستخدمي الانترنيت في العالم بلغ 60 مليوناً ،وأن عدد المواقع في 10 دول عربية 2797 موقعاً ،بينما يبلغ عدد المواقع في إسرائيل وحدها 29503 موقع ،وعدد الٍمواقع الثقافية العربية مجتمعة 88 موقعاً ،وفي حين لا يزيد عدد المواقع الثقافية الإسلامية عن 228 موقعاً ،ويبلغ عدد المواقع للثقافة اليهودية 702 موقع.
*خدمات الانترنيت : هناك ثلاث خدمات أساسية لشبكة الانترنيت هي:
1- خدمة البريد الإلكتروني Electronic Mail ، ويمثل البريد الإلكتروني إحدى المميزات الرئيسية للإنترنت وأكثر خدماتها انتشاراً في جميع الشبكات المرتبطة بها . 2- خدمة تلينت Telenet ، وهى خدمة الربط عن بعد Remote log-in . ويمكن للمكتبات ومراكز المعلومات الإفادة من خدمة التلينت في الارتباط بالنظم البعيدة أو النائية مثل فهارس المكتبات الجامعية ،وقواعد البيانات الخاصة بالاستشهادات  المرجعية  ،ونظم المعلومات التي تعمل على نطاق جامعي كامل ،والشبكات الحرة . 3-خدمة بروتوكول نقل الملفات File Transfer Protocol (FTP) . ويمكن للمكتبات ومراكز المعلومات استخدام بروتوكول نقل الملفات في مجالات عدة مثل توصيل الوثائق إلكترونيا ،ونقل ملفات التزويد ،وملفات الفهارس من مكتبة إلى أخرى .
*إنترنت 2: تم مؤخراً بناء شبكة معلومات أكثر تطوراً من الشبكة الحالية ويطلق عليها " إنترنت 2 " Internet2 . واشترك في بنائها أكثر من 170 جامعة أمريكية ،وهى مقصورة على الجامعات الأمريكية فقط مع العديد من شركات الحاسبات والمعلومات والاتصالات. وتهدف هذه الشبكة إلى تحقيق سرعة اتصال عالية لخدمة الأبحاث والدراسات الأكاديمية والمكتبات الرقمية ،إضافة إلى تحقيق الخدمات الطبية عن بعد (مثل تشخيص صور الأشعة والتحاليل الطبية وغيرها).
وتمتاز شبكة المعلومات (إنترنت 2) بخاصية جودة الأداء (QOS) Quality of Service وتعنى إعطاء الأولوية في مرور حزم البيانات عبر الشبكة تبعاً لأهمية البيانات ،وليس تبعاً لبداية إرسالها ،كما يحدث في شبكة المعلومات الحالية . وتظهر أهمية ذلك عند اختناق الشبكة بعدد كبير من حزم البيانات ،فتساعد هذه الخاصية على تبادل البيانات الهامة عبر الشبكة وخفض احتمالات فقدها وعدم وصولها .
*الصعوبات التي تعوق الاستخدام الفعال للانترنيت : يوجد في الوقت الحالي عدد من المشكلات العامة التي تعوق الاستخدام الفعال للإنترنت ،ومن أهمها ما يلي : 1. الانترنيت ليس صديقاً للمستفيد . 2. يواجه المستفيد بعض المشكلات بالنسبة للخطوط الساقطة . 3.تتعرض الانترنيت بصفة مستمرة للتغيير السريع . 4. قد تصبح الانترنيت كعادة تضييع للوقت . 5.هناك بعض القضايا التي لم تحل مثل حق التأليف . 6. بعض هذه المصادر المتاحة تحتاج إلى كلمة السر . 7.الإعلانات بدأت تظهر على الانترنيت . 8.الأمن ،ويعتبر مشكلة أساسية . وهناك صعوبات إضافية مثل : 1.مجموع المصادر على الانترنيت غير معروف . 2.الضبط الببليوجرافي الجيد للمصادر المعروفة غير متوفر . 3. المصادر التي على الانترنيت غير ثابتة . 4. المعلومات المتوفرة يمكن ألا تكون غير دقيقة وقد يعفي عليها الزمن ،أي أنه لا يوجد تحكم نوعى على الانترنيت . 5.كثير من مصادر الانترنيت لا يتم أرشفتها .
ثانيا:الحاسبات الالكترونية:  الكومبيوتر آلة اليكترونية مرئية يتم تغذيتها بالبيانات (مدخلات) فتقوم بمعالجتها وفقا لبرامج موضوعة مسبقا (المعالجة) للحصول على النتائج المطلوبة والتي تخرج (مخرجات) في أي شكل مثل شاشة العرض أو في صورة أو على شكل جدول ،وقد مرت الحاسبات بالمراحل الآتية :
* الجيل الأول ظهر عام 1946م
* الجيل الثاني ظهر في أوائل الستينات من القرن الماضي بعد استخدام عناصر الترانزستور في بناء دوائر أجهزة الحاسبة .
* استخدام الدوائر الالكترونية أدى إلى ظهور الجيل الثالث منها عام 1969م .
* الجيل الرابع ظهر في عقد السبعينات بعد تطور الدوائر الالكترونية المتكاملة بسرعة كبيرة وبعد تطويع المواد فوق الموصلة وأشباه الموصلات الحرارية .
* ظهور الجيل الخامس في فترة الثمانينات وأطلق علية الحاسب الشخصي وهو يتمتع بصغر الحجم وسهولة التشغيل .
ويتكون الحاسب الالكتروني من الأجزاء التالية ( أدوات الإدخال للحاسب ،وحدة المعالجة المركزية ،وحدة التخزين أي ذاكرة الحاسب ،أدوات الإخراج ).
ويتيح استخدام تطبيقات عديدة في الأعمال المختلفة للمؤسسات والدوائر وعلى المستوى الشخصي منها:
1.معالجة الكلمات لأغراض الكتابة وتحرير النصوص في مكاتب العمل من خلال برنامج خاص لتمكين المستخدم من تنسيق النص وتحريك الكلمات والجمل من مكان لآخر وشطب وإضافة المعلومات المطلوبة باستخدام لوحة المفاتيح ومن ثم حفظ النص في ذاكرة الحاسب أو على قرص وحفظه لحين الحاجة أو طبعه .
2. النشر المكتبي من خلال استخدام الحاسب في إنتاج صفحات كاملة من التقارير أو الكتب أو الصحف وتحريرها وإضافة الصور والرسوم عليها .
3. تصميم الرسوم حيث غيرت الحاسبات من طريقة أداء الناس للرسوم التقنية وتخزينها وتغيرها بشكل أسهل من خلال برامج أعدت لهدا الغرض .
4. الاتصال المباشر بقواعد البيانات سواء داخل المؤسسات وخارجها .
5. النشر الالكتروني وهو بث أو إصدار أو طرح الكلمة المكتوبة للتداول بالوسائل الالكترونية حيث يوفر كميات كبيرة من المعلومات في متناول المستفيد وبشكل مباشر ويمكن استخدامه في مختلف الأعمال .
6. النشر الشبكي وهو استخدام الانترنت في الأعمال للمؤسسات وتوزيعها على المشتركين بحيث تصل المعلومات إليهم في النهاية الطرفية للحاسب الخاص في منزل كل مشترك أو مكتبه أو مكان عمله .
ثالثا:الوسائط المتعددة:
تعرف الوسائط المتعددة على أنها: ذلك الوعاء الذي يحوي كمية من النص مصحوبا بالصوت واللقطات الحية من فيديو وصورة وتأثيرات خاصة مما يزيد من قوة العرض وخبرة المتلقي بأقل تكلفة واقل وقت.

وفيها أيضا توظيف النصوص والجداول والرسوم البيانية والصور الثابتة واللون والحركة والرسوم المتحركة والصوت والفيديو بكيفية مندمجة ومتكاملة من خلال وسيط وذلك لتقديم رسالة تواصلية فعالة قادرة على تلبية حاجات المتلقي وتكيفه مع قدراته الإدراكية .
والوسائط المتعددة هي التعدد من الناحية الشكلية وتعني التكامل بين أكثر من وسيلة كاستخدام نص مكتوب مع الصوت المسموع مع الصورة الثابتة أو المتحركة في توصيل الأفكار ،أو في التعليم أو الدعاية التجارية أو التسلية أو الإعلانات ،مستفيدة من البرامج التي تمزج بين عناصر الوسائط المتعددة.
وعناصر الوسائط المتعددة هي:(النص ،الصوت ،الصور الرقمية والرسوم ،الرسوم المتحركة ،الفيديو) ،وتتنوع استخداماتها في مختلف الأعمال ومنها على سبيل المثال (التعليم في المدارس والمعاهد والجامعات ،التعليم الذاتي والدورات التدريبية ،فيديو المؤتمرات والمحاضرات والدروس ،أنظمة السفر والرحلات ،ألعاب الكومبيوتر ،المتاحف الافتراضية ،المعارض الالكترونية ،الأعمال التجارية ،الاتصالات ،معالجة النصوص ،الجداول الالكترونية ،التصميم الهندسي ،النشر المكتبي ،قواعد البيانات).

فوائد الوسائط المتعددة:
‌1. تخاطب الوسائط المتعددة أكثر من حاسة من حاسة الإنسان مما يجعل المعلومات تصل إلينا بشكل جيد ،فالموسوعات الالكترونية مثلا ترينا المواضيع بصوت وصورة مما يجعل ذلك أكثر تركيزا واعم فائدة .
‌2. التمثيل البصري للمعرفة إذ إن الإنسان أساسا يتعلم بصريا في حين تسمح الوسائط المتعددة من اغتناء العملية التعليمية بإعطاء
المدرس أو المربي أدوات تمكنه من التدريس والتعليم والتدريب بشكل جيد ،فالوسائط المتعددة تحفز التفكير بصريا عن طريق الأدوات التي تمتلكها .
3. تساعد الوسائط المتعددة في إيصال المعلومات إلى المستخدمين ممن هم في مستويات مختلفة بطريقة أكثر كفاءة.